el_youssef مديـــر
عدد الرسائل : 136 العمر : 38 الموقع : www.la-yaesa-ma3a-lhayat.skyrok.com تاريخ التسجيل : 08/02/2008
| موضوع: ما هو مـــــؤشر الـــتـــنـــمية البشرية؟ السبت فبراير 23, 2008 4:17 am | |
| ما هو مؤشر التنمية البشرية؟ مؤشر التنمية البشرية محاولة للتعبير عن نوعية الحياة إحصائياً بما يتجاوز البعد الاقتصادي دون إهماله. فهو ينظر للإنسان كوحدة كاملة ولا يختزله في بعده الاقتصادي الكمي. وهو يمثل نموذجاً أولياً لتكامل خيارات الإنسان في الحياة من خلال تركيزه على طول العمر والمستوى التعليمي ومستوى المعيشة. ومن هنا، تم اختيار المتغيرات التالية لتدخل في مؤشر التنمية البشرية: • معدل العمر في بلدٍ ما عند الولادة، وهو متغير يمثل عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها مواطن في بلدٍ ما عند ميلاده، مثلاً، 70 عاماً أو 50 عاماً أو غير ذلك. والفكرة هنا هي أن الإنسان بشكلٍ عام يفضل أن يعيش حياةً أطول عندما يعطى خياراً في ذلك، سواء بسبب قيمة الحياة نفسها، أو بسبب الأشياء القيمة بالنسبة له التي يمكن أن يفعلها في الزمن الإضافي الذي يعيشه. وعلى الرغم من أن طول الحياة يترافق عادةً مع ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة أو الإعاقات الجسدية، فإن امتداد العمر يدل عامةً على نوعية حياة أفضل. كما أن المؤشرات الكمية الأخرى للأعمار، مثل معدل وفيات الأطفال مثلاً، الذي يستخدم في مؤشر أخر للتنمية البشرية، لا تعبر بنفس الدرجة عن نوعية حياة الذين يتمكنون من الحياة. • المستوى التعليمي للسكان، وهو متغير يمثل مزيجاً من متغيرين هما نسبة القادرين على القراءة والكتابة من السكان الذين يزيد عمرهم عن 15 سنة، ونسبة المسجلين في كل مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية والمهنية إلى الفئة السكانية الواقعة ما بين خمس سنوات وأربعٍ وعشرين سنة من العمر، مع إعطاء ضعفي الأهمية للمتغير الأول مقابل الثاني في تقييم المستوى التعليمي للسكان. وكانت تقارير التنمية البشرية حتى عام 1995 تستخدم عوضاً عن نسبة المسجلين في مراحل الدراسة المختلفة متغيراً أخر هو متوسط سنوات الدراسة في الدول المختلفة، ولكن ذلك المقياس تم التخلي عنه لصعوبة المقارنة بين المناهج الدراسية في الدول المختلفة. والفكرة على كل حال من إدخال مؤشر إحصائي عن المستوى التعليمي في قياس مستوى التنمية البشرية هي أن المستوى التعليمي يعكس القدرة على اكتساب ومراكمة المعرفة وعلى التواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات والآراء معهم. وهذه القدرات لا غنى عنها لحياة غنية ممتلئة وللمساهمة في المجتمع بفعالية. ونلاحظ هنا أن معدلات معرفة القراءة والكتابة تصل في الدول المتقدمة إلى 99 بالمائة، بينما تكون أقل من ذلك بكثير في الدول النامية. كما أن نسبة المتسربين خارج مراحل الدراسة المختلفة تكون أعلى كلما ساءت نوعية الحياة في المجتمع. • المستوى المعيشي، وهو متغير يأخذ معدل الدخل الفردي في بلدٍ ما، ويعيد حسابه حسب مقياس القوة الشرائية. وهذا يعني أن قيمة سلة أو حزمة من السلع والخدمات نفسها تكون أعلى في الدول الغنية والمتقدمة منها في الدول الفقيرة. مثلاً، سعر دجاجة مشوية في مطعم يكون عادةً أعلى في الدولة الغنية منه في الدول الفقيرة حتى لو كانت بنفس الوزن والصفات الأخرى. بالتالي، يتم تعديل معدل الدخل الفردي ليعبر عن قوة شرائية متعادلة في الدول المختلفة، مع أخذ القوة الشرائية للدولار في الولايات المتحدة كمقياس دولي. ويؤدي هذا التعديل فعلياً إلى تخفيض معدل الدخل الفردي في الدول المتقدمة وزيادته في الدول النامية أو الفقيرة لأن مائة دولار تشتري سلعاً وخدمات أكثر بكثير في مقديشو منها في ميلانو. وقد تم اختيار هذا معدل الدخل الفردي كمؤشر إحصائي للبعد الاقتصادي لنوعية الحياة على الرغم من وجود الكثير من العوامل الأخرى التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار أيضاً في الجانب الاقتصادي كمية الأصول الرأسمالية المتوفرة في البلد وإمكانية الوصول للموارد الطبيعية والقروض المصرفية ودرجة تطور البنية التحتية والخدماتية في البلد، وغير ذلك من العوامل المهمة. غير أن الكثير من هذه المتغيرات لا توجد إحصائيات دقيقة عليها، كما أن معظم هذه العوامل ترتبط بدرجة أو بأخرى بمعدل الدخل الفردي. ولذلك نأخذ الأخير كمؤشر غير مباشر لها بالرغم من عدم الدقة الناشئة عن ذلك. الآن أصبح لدينا ثلاثة مؤشرات لنوعية الحياة تعبر عن طول الحياة (العمر) وأفق الحياة (المستوى التعليمي) وسعة الحياة (معدل الدخل). ومؤشر التنمية البشرية HDI يتم استخلاصه حسب معادلة معينة كوسط حسابي بسيط لهذه المتغيرات الثلاثة. وهذه المتغيرات لا تشمل بالتأكيد كل أو حتى أكثر العناصر التي تدخل في تحديد نوعية الحياة بشكل مباشر، ولكنها تعبر عنها بشكل غير مباشر على الأقل، ولو بقيت عناصر أساسية مثل حالة البيئة والحريات السياسية خارج الحساب هنا. أما مسألتي توزيع الدخل بين فئات السكان وحالة المرأة في المجتمع فيتم إدخالهما لاحقاً في مؤشر التنمية البشرية، وهناك مؤشرات أخرى مستقلة يتم تطويرها في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبيئة والحريات السياسية لن نأتي عليها في هذه المعالجة. وعلى كل حال، يبقى مؤشر التنمية البشرية بشكله البسيط أكثر شمولاً في قياس نوعية الحياة من أي مؤشر إحصائي أخر حتى الآن. كما أنه يخضع معدل الدخل الفردي الداخل فيه لعملية "خصم"، أي أنه يقوم بحساب لوغاريتم معدل الدخل الفردي لكل بلد، أو أنه يقوم بتعبير أبسط بإعطاء معدل الدخل الفردي وزناً أقل للوحدات الإضافية من الدخل، وهذا ينطلق من اعتبار نظرية التنمية البشرية المستدامة أن زيادة معدل الدخل الفردي عند المستويات العليا من الدخل لا تؤدي إلى تحسين نوعية الحياة لو حدثت نفس الزيادة في الدخل الفردي عند مستويات دنيا من الدخل. باختصار، ثمة عائدات متناقصة للدخل في تحسين نوعية الحياة حسب نظرية التنمية البشرية المستدامة. أما طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية فيجدها القارئ مفصلةً في الملحق الإنكليزي الذي يشرح طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية للأردن في العام 2001 كمثال. وليس ضرورياً أن يتعلم كل إنسان طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية لكل بلد لأن تقرير التنمية البشرية السنوي الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يعطي أرقاماً تفصيلية لمؤشرات التنمية البشرية للأغلبية الساحقة من بلدان العالم. بل المهم هو القدرة على تفسير ذلك المؤشر وفهم معناه. فمؤشر التنمية البشرية يحسب لكل بلد، بالنسبة لكل مؤشر من المؤشرات المذكورة أعلاه، درجة ابتعاده عن الحد الأدنى لذلك المؤشر. مثلاً، إذا اعتبرنا الحد الأدنى لمعدل الأعمار في العالم هو 25 سنة، وكان معدل الأعمار في الأردن هو 71 سنة، فإن الفرق بين هذين الرقمين يصبح 46 سنة. وهذا الرقم يؤخذ بعد ذلك ويقسم على رقم أخر هو الفرق بين الحد الأدنى والحد الأعلى لمعدل الأعمار، حيث حدد الحد الأدنى ب 25 سنة والحد الأعلى ب 85 سنة ابتداءً من عام 1994 في تقارير التنمية البشرية. فالفرق بين الحدين الأدنى والأعلى هنا هو 60 سنة. وبعد ذلك نقسم الرقم 46 على 60 لكي نحصل على مؤشر طول العمر بالنسبة للأردن فنجده 0،76 الذي يمثل نسبة إنجاز الأردن بالنسبة لطول العمر. وكذلك نفعل بالنسبة للمؤشرين الآخرين وهما المستوى التعليمي ومعدل الدخل، بعد أخذ خصوصيتهما الإحصائية بعين الاعتبار التي لن ندخل فيها هنا، لنحصل على مؤشرين آخرين يقع كلٌ منهما بين الصفر والواحد الصحيح بالضرورة. حيث الاقتراب من الصفر يدل على مستويات متدنية بالنسبة لذلك المقياس، والقرب من الواحد يمثل مستويات مرتفعة. وبعد ذلك نحسب الوسط الحسابي البسيط للمقاييس الثلاثة لنحصل على مؤشر التنمية البشرية للبلد المعني. وقد كان في حالة الأردن عام 2001 معادلاً ل 0،743 وهو ما يقع أقل بقليل من المستوى المقبول الذي حدده البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ب 0،8 مع العلم أن الدول التي تنال بين 0،5 و0،8 في مؤشر التنمية البشرية تعتبر دولاً متوسطة الإنجاز، أما الدول التي تنال أقل من 0،5 فتعتبر دولاً ضعيفة الإنجاز. وتقع الدول المتقدمة فوق 0،8 أو أكثر. ويمكن تحويل هذه الأرقام إلى نسب مئوية من أجل فهمها بصورة أفضل، كأن نقول مثلاً أن مستوى إنجاز دولة ما في التنمية البشرية المستدامة هو 50 بالمائة أو 60 أو 80 أو 95 بالمائة من الحد الأقصى الممكن للتنمية البشرية في ذلك العام. مؤشر التنمية البشرية يسهل قياس الدخل القومي كمؤشر للرفاه الإنساني ولكن يصعب قياس التنمية البشرية حيث أن القياس لا يعتمد فقط على النمو الاقتصادي ومستويات الدخل القومي بل يعتمد على أوجه استخدام الموارد وهل توجه لتطوير أسلحة أم لإنتاج الطعام، هل لبناء القصور أم لتأمين المياه النظيفة؟ (تقرير التنمية البشرية للعام 2004 صفحة 127). يركز دليل التنمية البشرية على ثلاثة أبعاد للتنمية قابلة للقياس : أن يعيش الإنسان حياة مديدة صحية، ويكون حسن الإطلاع، ويحصل على مستوى معيشة لائق. لذلك يجمع بين مقاييس متوسط العمر المتوقع عند الميلاد والالتحاق بالمدارس والإلمام بالقراءة والكتابة والدخل. من خلال استخدام هذه المؤشرات يتم قياس التنمية البشرية في 177 دولة ويتم تصنيف الدول إلى ثلاث مجموعات : دول بها تنمية بشرية مرتفعة دول بها تنمية بشرية متوسطة دول بها تنمية بشرية منخفضة | |
|