هاتين الكلمتين من اقبح القبائح واكثرهم انتشارا في الناس ، حتي ما يسلم منهما الا القليل من الناس
الغيبه : فهي ذكرك الانسان بما فيه مما يكره سواء اكان في بدنه او دنياه او نفسه او ماله او ولده او اي شي اخر يتعلق به سواء ذكرته بلفظك او رمزت او اشرت اليه بعينك او يدك او ماشابه ذلك يقول الامام ابو حامد الغزالي ان الغيبه ذكرك غيرك بما يكره
النميمه : فهي نقل كلام الناس بعضهم الي بعض وحكم الغيبه والنميمه فهما محرمتان باجماع المسلمين والدلائل الصريحه من الكتب والسنه هي : قال الله تعالي ( ولا يغتب بعضكم بعضا )
وقال تعالي ( ويل لكل همزه لمزه ) قال مجاهد : الهمزه : الطعان في الناس واللمزه : الذي باكل لحوم الناس وقال تعالي ( هماز مشاء بنميم )
وفي صحيح البخاري ومسلم عن حذيفه رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( لا يدخل الجنه نمام )
وفي صحيح البخاري ومسلم ايضا عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه ومسلم مر بقبرين فقال
انهما يعذبان وما يعذبان في كبير ) وفي راويه البخاري ( بلي انه كبير ) اما احدهما فكان يمشي بالنميمه واما الاخر فكان لا يستتر من بوله )
وفي صحيح مسلم وسنن ابي داوود والترمذي والنسائي عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( اتدرون ما الغيبه ) قالوا : الله ورسوله اعلم قال ( ذكرك اخاك بما يكره ) قيل افرايت ان كان في اخي ما اقول قال ( ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته ) حديث حسن صحيح
وروي البخاري ومسلم عن ابي بكر رضي رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمني في حجه الوداع ( ان دماؤكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم ، كحرمه يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، الا هلل بلغت
وعن عائشه رضي الله عنها قالت : قالت للنبي صلي الله عليه وسلم : حسبك من صفيه كذا وكذا قال بعض الرواه : تعني قصيره ، فقال ( لقد قلت كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته ) مزجته اي خلطته مخالطه يتغير بها طعمه او ريحه لشده نتنها وقبحها
عن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم )
روي الترمذي عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا يكذب ولا يخذله ، كل المسلم علي المسلم حرام عرضه وماله ودمه ، التقوي هنهنا بحسب امري من الشر ان يحقر اخاه المسلم )
كفاره الغيبه والنيمه والتوبه منها
ان يقلع عن المعصيه في الحال ويندم علي فعلها وان يعزم الا يعود اليها ورد الظلامه الي صاحبها او طلب عفوه عنها والابراء منها ولو كان صاحب الغيبه ميت فيكثر من الاستغفار له والدعاء والحسنات
واحب ان انهي موضوعي هذا بقول الله تعالي
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين ) ( ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور ) ( وخذ العفو )
صدق الله العظيم