el_youssef مديـــر
عدد الرسائل : 136 العمر : 38 الموقع : www.la-yaesa-ma3a-lhayat.skyrok.com تاريخ التسجيل : 08/02/2008
| موضوع: المـــــســــرح الــــعـــــربــي فـــي الــــمغـرب السبت فبراير 23, 2008 4:19 am | |
| المسرح العربي في المغـرب لعل من الطريف أن بعض المصادر تشير إلى أن المسرح العربي في المغرب كان قد نشأ في غير ظل الاستعمار، بمعنى أن بدايات المسرح المغربي كانت عربية الصميم ، مغربية المنشأ ، و قد يكون هذا الكلام في بعضه صحيح ، إلا أن الحقيقة هي تأثر بالمسرح الأوروبي الغربي ، و بالشكل المسرحي الغربي ، سيما في ظهور المسرح بشكله الفني ، إذ أن المسرح بشكله الحالي لم يظهر إلا بتأثير غربي . و على العموم ، فإن إرهاصات المسرح العربي في المغرب هي تلك الأشكال الاحتفالية ، التي كانت تقام في المناسبات الخاصة التي منها : " الحلقة " و " البساط و سلطان الطلبة " و " سيدي الكتفي " ، و رغم أن هذه المظاهر و الأشكال لا تعد مسرحا إلا أننا يمكن أن نسميها إرهاصات مسرحية . في المرحلة الأخرى من إرهاصات المسرح العربي في المغرب بدأت تنشأ في ظل الاستعمار الفرنسي حيث حدث التصادم بين الفكر الغربي و التقليدية العربية . و قد جلبت الحاشية المستعمرة معها ما ترفه به عن نفسها ، و كانت العروض المسرحية التمثيلية في مقدمة هذه الأمور ، حيث نشأ مسرح للمستعمر ، و من خلاله تعرف المغربي على المسرح بشكله الفني و بدأ يتأثر بالمفاهيم الغربية للفن لا سيما المسرح . و بالإضافة إلى رسالة الترفيه التي جاء بها المسرح الفرنسي ، فإن هناك رسالة ضمنية هامة هي تثبيت و توطين المحتل في البلاد العربية بالمغرب . المرحلة التالية للمسرح العربي في المغرب ، بعد التأثر الفني بالمسرح الأوروبي ، هي التأثر بالمسرح المشرقي العربي المتمثل في المسرح العربي في مصر ، حيث أنه في عام 1933م قدمت إلى المغرب فرقة مسرحية مصرية ، ساعدت بعروضها على الإسراع في عملية التأسيس للمسرح المغربي ، و قد قامت هذه الفرقة بعرض لمسرحية ( صلاح الدين الأيوبي ) و عرضت كذلك مسرحية ( روميو و جولييت ) . تلا هذه المرحلة مرحلة الاقتباس و التعريب و ظهور الرواد الحقيقيون المناضلون ضد الاستعمار من أمثال " محمد القري " و " المهدي المنيعي " اللذين أخذوا من خلال المسرح بمهاجمة المحتل و محاولة التعرض للمجتمع و إصلاحه ، فهم يخوضون حربا على جبهتين : داخلية و خارجية . و قد لجأت القوات المحتلة إلى القمع و السلاح لوقف نشاط المسرح المغربي ، و قد اتضح ذلك مع المسرحي محمد القري ، الذي دفع الثمن غالياً من حياته فكان بطلا في المسرح الصغير ، و كان بطلا ملحمياً في المسرح الكبير " الحياة " . في مرحلة لاحقة من مراحل التطور المسرحي المغربي ـ مرحلة بعد الاحتلال ـ أي بعد عام 1956م ، بدأ المسرح المغربي مرحلة تأكيد الذات و التأسيس الحقيقي حيث بدأت التجارب المسرحية تشهد تنوعا كميا و كيفيا ، و محاولات ساهمت في إنماء مشروع المسرح العربي في المغرب بالرغم من سلطوية النزعة الاستهلاكية على قطاع كبير من النشاط المسرحي . و بالإمكان رصد أوجه النشاط المسرحي في المغرب خلال تلك الفترة على الشكل التالي : ـ مسرح الإذاعة و التلفزيون ـ مسرح الاحتراف ـ مسرح الهواة فأما المسرح الإذاعي و التلفازي فقد بدأ قبيل رحيل المستعمر و ذلك عام 1945م ، إذ قام كل من حميد بن ذكرى و محمد المريني بتقديم عدد من الروايات " الرشيد و البرامكة " و " طبيبا رغم أنفه " على ميكرفون الإذاعة . أما المسرح الاحترافي ، فيرتبط بأسماء ثلاثة هي : " الطيب الصديقي " و " الطيب العلج " و" عبد القادر البدوي " إذ كان لهؤلاء دور ملموس و كبير في إنماء الحركة الاحترافية في المسرح ، رغم محاولة الدولة لتأطير المسرح بهدف إنعاشه و تقويته مما جعل هناك الكثير من العراقيل أمام هؤلاء الرواد . و أما مسرح الهواة ، فإنه هو البداية الحقيقية للمسرح العربي في المغرب حيث أن الاحتراف كانت بدايته هواية اولئك المحترفين . و قد تأسست عام 1957م ( الجامعة الوطنية لمسرح الهواة ) لتساهم في خلق جو مسرحي راقٍ ، حيث أنه من ذلك العام أخذت هذه الجامعة بتنظيم مهرجانات دورية لمسرح الهواة تقدم خلاله التجارب المسرحية لهؤلاء الهواة ، وقد بلغ عدد هذه المهرجانات حتى عام 1980م ( 21 ) مهرجانا . المسرح العربي في مصر بدايات المسرح في مصر
لقد ظهر في مصر نوعان من الفنون الشعبية المسرحية : أولاً: التشخيص المرتجل: القائم على النص الشفهي غير المكتوب الذي يردده بعض الممثلين المحترفين ومن فوق مسارح متنقلة أو ثابتة، وعرف هذا النوع في مصر خلال القرن الثامن عشر ولقد سجل الرحالة الأجانب والمستشرقون خلال زياراتهم إلى مصر فلقد شاهدوا العروض الشخصية المرتجلة في البيئات الشعبية مثل الرحالة الإيطالي (بلزوني) الذي وصف هذه العروض في كتابه (قصة العمليات والإكتشافات الأخيرة في مصر وبلاد النوبة) ولقد ذكرها المستشرق الإنجليزي (ادوارد) في كتابه (المصريون المحدثون... شمائلهم وعاداتهم). كانت هذه الفرق المتجولة تقيم عروضها التمثيلية في مدن مصر وقراها وذلك لتحيي مناسبات عامة أو خاصة وكانت تقيم مسارحها التي تشبهه السيرك في أماكن ثابتة وغير ثابتة وكانت تعتمد على الممثلين المحترفين. ثانياً مسرح خيال الظل: ويحكي في صوره أحداث وأو أفعال ولقد أثر هذا الفن (خيال الظل) في المسرح العربي الحديث بشكل واضح ولكن لسوء الحظ لم يعرف بالضبط تاريخ دخول فن خيال الظل إلى مصر لكن من المتفق عليه أنه كان معروفاً أثناء حكم الفاطميين لمصر حيث صار هذا الفن التمثيلي البسيط فناً شعبياً عامياً يعرض في المناسبات الدينية والاجتماعية رغم اتفاق الآراء أنه نشأ أولاً في قصور الحكام والطبقة الأرستقراطية من أجل الترفيه عن الأغنياء وتسليتهم. كانت الشخوص تصنع من الورق المقوى أوالجلد أما الذين يحركون هذه الشخوص فكان يطلق عليهم (المخايلون) وكان المخايل يقلد الأصوات المختلفة سواء كانت أصوات نسائية أو أصوات رجال أو أطفال وهو في ذلك يستغل طبقات صوته، وكانت عروض خيال الظل تمثيليات بسيطة تتناول الحروب الصليبية في المشرق العربي مثل تمثيلية (حرب العجل) ولقد شاع فن خيال الظل التمثيلي واكتسب شعبية هامة ثم انتقل إلى بقية الأقطار الإسلامية كما انتقل بعد ذلك إلى غرب أوروبا. ذلك لأن الإغريق والرومان لم تكن لهم معرفة بهذا الفن التمثيلي الشعبي البسيط . ظل هذا الفن معروفاً في مصر حتى الرابع عشر الهجري (أواخر الثامن عشر الميلادي) فكان يعرض في الأعراس وتسلية رواد المقاهي. ولم تضعف شعبية خيال الظل إلا عندما اخترع الأوروبيون الرسوم المتحركة . وصف خيال الظل كان هذا المسرح أشبه بالخيمة الكبيرة الواسعة وكان الدخول مجانياً قبل بدء العرض ولكن بعد عرض جزء من التمثيلية كان يخرج أحد المخايلين يخرج لييجمع بعض القطع النقدية من الجمهور كلاً حسب طاقته، وكانت منصة المسرح في الجزء المغلق من الخيمة وكان المسرح به شاشة بيضاء ناصعة مثبت ورائها مصباح كبير من مصابيح الزيت وكانت تتحرك بين الشاشة والمصباح الرسوم الجلدية أو الورقية (الشخوص) وكانت تتحرك على أسياخ حديدية ويظهر خيالها (ظلها) مكبراً أمام الجمهور، ولقد خصص اثنان من المخايلين لتحريك الشخوص على هذه الأسياخ ويعاونهما في ذلك اثنان آخران ويتبادل الأربعة الإنشاد والحديث. ولم تكن هناك امرأة ممثلة . ولقد تخصص بعض الممثلين في تمثيل عروض خيال الظل وكان يطلق عليهم (المخايلون) أما كبيرهم فيسمى (الريس) أو (المعلم) ومهمته ربط سياق الأحداث وضبط حركة المخايلين كما كانت من مهامه الإعلان عن بداية التمثيلية ونهايتها، من جهة أخرى تخصص بعض المؤلفين لكتابة تمثيليات خيال الظل وكان أشهرهم (الشيخ مسعود) و(علي النحلة) في العصور الوسطى ولكن أشهر من كتب تمثيليات خيال الظل هو (ابن دانيال الكحال الموصلي) الذي أطلق على تمثيلياته اسم (بابات) فكان تسجيل هذه الأعمال هي البداية الحقيقية لهذا المسرح الشعبي غير المباشر. لقد تميزت هذه التمثيليات بالزجل والسجع أما الشخوص فكانت لبسطاء الناس من أصحاب الحرف والطوائف مثل السقاة والنحاسين، لقد استطاع فن خيال الظل أن يصور البيئات الشرقية ويعبر عن ملامح العصر وعن مشاعر البسطاء وآمالهم وآلامهم ولهذا يرى البعض أن هذه الصور الفكاهية أحد المؤثرات التي أثرت على المسرحيات الكوميدية في العصر الحديث فالزوجة المشاكسة والزوج الضعيف والحماة سليطة اللسان قد ظهرت في عروض خيال الظل قبل أن تظهر في المسرح العربي في بداية القرن العشرين عند (نجيب الريحاني) و (علي الكسار). لم يصلنا الكثير عن هذا الأدب التمثيلي، فقد وصلنا فقط ثلاث تمثيليات (لابن دانيال الموصلي)، الأمر الذي يجعل لدينا مسرح له شخصية مستقلة أصيلة. إذن كان التمثيل المرتجل وتمثيليات خيال الظل يمثلان ظواهر درامية تعكس غريزة التقليد والمحاكاة عند الإنسان ولكنهما لا يمتان بصلة إلى المسرح بمعناه الصحيح.
قدوم المسرح إلى مصر قدم المسرح إلى مصر أول ما قدم مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، فتكونت فرقة "الكوميدي فرانسيز" الكوميدية. والقائد الثالث (مينو) هو أول من أقام مسرح كبناء هو مسرح "الجمهوري والفنون" عام 1799م. ولهذا يعتبر هذا المسرح له أهمية في الذاكرة لكونه أول مسرح في الشرق الأوسط، إلا أنه قوبل بالرفض لأن لغته فرنسية والممثلين فرنسيين والجو فرنسي أضف إلى ذلك المعارضة الدينية ولذا فلم يؤثر كثيراً في الحياة الفنية في مصر. وفي عام 1869م أقام الخديوي إسماعيل أول أوبرا في مصر وذلك لاستقبال أمراء أوروبا الذين يشاركون في افتتاح قناة السويس، وأول أوبرا عرضت هي أوبرا عايدة التي ألفها عالم الآثار الفرنسي (مارييت باشا) وقد استوحى هذه الأوبرا من التاريخ الفرعوني القديم، ولكن هذه المسرحية الغنائية لم تقدم في حفل الافتتاح لأسباب فنية فقدمت بدلاً منها أوبرا "روجوليتو" وفي العام التالي عرضت أوبرا "عايدة" وحازت على إعجاب الطبقة المثقفة في ذلك الوقت، وفي الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ظهر (يعقوب صنوع) وبظهوره نستطيع أن نقول أن الحياة المسرحية في مصر قد خطت أولى خطواتها فقد كان ملماً بأكثر من لغة أجنبية ومن أهمها الإيطالية والفرنسية وقد أرسله الخديوي سعيد إلى إيطاليا لكي يدرس المسرح وهناك في إيطاليا عمل ممثلاً محترفاً في الفرق الأجنبية وبعض الفرق الإيطالية وبعدها عاد إلى مصر وأسس المسرح المصري. | |
|