لاحظت في الأيام الأشهر الماضية ظاهرة غريبة لم نعهدها من قبل ، ألا و هي الاجتياح الواسع للمسلسلات التي تنتجها شركة عرب للإنتاج الفني على الأقنية الفضائية بشكل ملفت للنظر ، هذا بلا شك نصر مبين للدراما السورية و تأكيد على نجاحها ، و لكن ما أود الإشارة إليه أن بعض المسلسلات كـ ( سيرة الحب بالدرجة الأولى ، و الانتظار و أبناء القهر و وشاء الهوى و سحر الشرق ناهيكم عن باقة أجزاء مسلسل مرايا ) تعرض بشكل متواصل على الأقنية ( و هناك أقنية الديرة و المشكاة تعرض مسلسلات هذه الشركة بشكل متواصل على مدار العام ) حتى بعض البرامج الدينية و الوثائقية تسوق إلى الكثير من المحطات .
و السؤال الهام أين تذهب ريوع و أرباح هذه الأعمال ( طبعا ً صحتين على قلب مالكي الشركة ) و لكن لو تم تخصيص عشر هذه المبالغ الخيالية لتطوير قناة شام التابعة لهذه الشركة كنا وجدناها تضاهي قناة الـ mbc أو التلفزيون السوري في أسوأ الأحوال .
فقناة شام و منذ شهر رمضان تبث بهذه الصورة المثيرة للشفقة ( و كل معداتها هو جهاز عرض DVD و موظف وحيد لتبديل الأشرطة ) فأين الاستديوهات المزعومة في المدينة الإعلامية بالقاهرة ؟ و أين الاستفادة من مبناها الضخم السابق في دمشق ( صحنايا ) و لو ببيع المعدات بأسوأ الأحوال ؟ و على مدى كم سنة سيبقى إعلان ( الأخبار قريبا ً على قناة الشام ) ؟ و هل غادرت من دبي إلى دمشق إلى القاهرة ( كابن بطوطة ، مع تعاطفنا معها بسبب القرار التعسفي بإغلاقها في اليوم الذي كان من المقرر افتتاحها الرسمي ) و كل هذه الهجرة لتبقى على هذه الحال الضعيفة ؟ و لماذا لا تزال الديون و رواتب العاملين السابقين في القناة مكدسة على الشركة حتى الآن ؟ و هل كانت الهجرة إلى مصر لبث الذخيرة الخيالية لهذه الشركة من الأعمال السورية و المصرية إضافة إلى أفلامها الأجنبية البالية ........ فإذا كان هذا هدفها بالفعل فلا داعي لها بالأساس فالبركة بقنوات الديرة و المشكاة و قناة الشام تعتبر النسخة الثالثة لها و هناك نسخ لاحقة على الطريق كقناتي ليبرا و صانعو القرار ............
فإلى متى هذا الوضع المأساوي يا قناة الشام ؟ في البداية أحببناك و تعاطفنا معك . و لكن إلى متى فمسلسلاتك التي هي ذخيرتك الرئيسية محفوظة بالحرف الواحد عند جميع متابعي الدراما السورية لكثرة تكرارها فعلى سبيل المثال فالمسكين الذي لم يحالفه الحظ بمتابعة العرض التسعين لمسلسل ( سحر الشرق ) الذي انتهى للتو على قناة الديرة فليتابعه الشهر القادم على المشكاة و الشهر الذي يليه على ليبرا و بعدها صانعو القرار و لمن فاته متابعة أبناء القهر على الديرة فالأسبوع القادم سيبدأ على قناة حنبعل و ................
و نتمنى من شركة عرب إعادة النظر في وضع قناة الشام لتعود كما أمتعتنا خلال مدة وجيزة سابقة كانت فيها من أروع المحطات العربية .
[center]