وقفتُ
والشمس ملقاةُ على كتفي
وبَيرقُ الشعر في عينيَّ غير خفي
وعاصفٌ يكنسُ التاريخ،
فهو دُمىً مستوحشاتٌ
وغيلانٌ من الخزفِ
وساحراتٌ يغربلن الفراغَ
وقد تناسخ الموتُ
في الأشباح والنُّطَفِ
وكان موج الرجال الراقصينَ على حرائق العصر
ممتداً على الجُرُفِ
وكنتُ أركض في حلمي إليكَ..
وبي إليكَ.. ما بي من شوقٍ ومن شغفِ
لعلّ بعض ارتحالي فيكَ..
بعض دمي
في طينةِ الأخضرَين.. الماءِ والسَعَفِ
يسقي العظام التي جفّتْ
منابعُها الأولى..
وينفخُ روح الله في الجِيَفِ
* * *
وقفتُ يا سيدي
يا قوسَ دائرةٍ من النبوات..
منذ البدءِ لم تقفِ
أصغي
وأوغل في الأشياء..
منسكباً وسائلاً
في عناق الصخر والصدفِ
وقد أراك..
وأدري أنّ قدركَ في معارجِ السرِّ،
سرّ بالجلال حفي
وقد تباغتني رؤياك
معتكفاً
على بقايا سراجٍ فيّ معتكفِ
فأستبيح لنفسي
أن أقول لها
في خافتٍ من جريح الصوت مرتجفِ:
فيم اضرابكِ أو شكواكِ ؟
مطرقة همّاً،
وخائفة
يا نفس.. لا تخفي
هذا عراقُ أميرِ المؤمنينَ
وهذي الأرض أرضُ عليّ
ساكنِ النجفِ
هذا العراق،
وكم من غاصبٍ
كبرت أحلامه،
ثم لم يحصد سوى التلفِ
هذا عراق العراقيين..
عزّتهم في النفس،
لا في حقول النفط والتّرفِ
هذا عراق الألى خطّت أناملُهم
شريعة الله
في الأحجار والصُّحُفِ
تكالبت حولهم دنيا مسيّجة
بالنار
والدم والصلبان والصلفِ
* * *
وقلت والغيم عبر الغيم ينسجني
برقاً،
وينفضني في دمعيَ الذرفِ
وينفضني في دمعيَ الذرفِ
كم غائبٍ حاضرٌ
تحت القباب هنا
وكاشفٍ بثّ شكواه ومنكشفِ
وساجدٍ راعش الكفّين..
مجمرة في مُقلتيه،
وألوانٌ من السّدفِ
وغارقٍ في مقام الوجد
تحسبه
طيفاً لطيفِ زمان جِدُّ مختلِفِ